مؤشراته بدأت خلال تواجد سابق لبونغو في المغرب.. الانقلاب العسكري في الغابون كان سيقع عاجلا أو آجلا
قال مراقبون لتطورات الأوضاع في الغابون، إن الانقلاب العسكري الذي أطاح صباح اليوم الأربعاء، بالرئيس علي بونغو، كان من المتوقع أن يحدث عاجلا أو أجلا، في ظل تنامي الشعور بعدم الرضا على سياسة بونغو وتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد في السنوات الأخيرة.
ووفق ذات المصادر، فإن المؤشرات عن حدوث الانقلاب بدأت منذ سنوات، ولاسيما أن نظام علي بونغو سبق أن تعرض لمحاولة فاشلة لإسقاط نظامه، وذلك خلال تواجده في المغرب بين 2018 و2019 جراء تعرضه لسكتة دماغية.
وكان عسكريون في الجيش الغابوني قد نفذوا محاولة انقلاب لم تكلل بالنجاح، في يناير 2019، حيث حاولوا استغلال تواجد علي بونغو في المغرب لفترة نقاهة بعد تعرضه لسكتة دماغية، إذ ظل عدة شهور في المستشفى العسكري بالرباط، وهو ما أثار الشكوك حينها في الغابون حول قدرات الرئيس على الحكم.
لكن تلك المحاولة الانقلابية كان ورائها فئة صغيرة من الجيش، وقد تم إحباطها من طرف باقي الجيش الغابوني، ليعود بونغو إلى البلاد، غير أنها كانت بمثابة ناقوس الخطر الذي فتح الباب أمام تكرار المحاولات الانقلابية مستقبلا.
وتجدر الإشارة أن قادة الانقلاب الذي حدث في الغابون صباح اليوم، أعلنوا بصفة رسمية انتهاء نظام علي بونغو، وقد أعلنوا تولية الجنرال أوليغي نغويما زعيما لهم.
وحسب عدد من التقارير في هذا السياق، فإن الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغويما، تلقى تعليمه وتدريبه العسكري في المملكة المغربية، وبالضبط في الأكاديمية الملكية العسكرية بمدينة مكناس، حيث تخرج منها، ليعود إلى بلده وينضم إلى الدائرة المقربة من الرئيس عمر بونغو.
ووفق نفس المصادر، فإن نغويما، تم تعيينه بعد وفاة عمر بونغو، وتولي ابنه علي بونغو السلطة في البلاد، (تم تعيينه) كملحق عسكري في سفارة الغابون في العاصمة المغربية الرباط، وقد ظل عدة سنوات في ذلك المنصب قبل أن ينتقل إلى السينغال للقيام بنفس المهام في السفارة الغابونية.
وعاد نغويما إلى الغابون مرة أخرى في سنة 2018، وذلك تزامنا مع المرض الخطير الذي كان قد أصيب به علي بونغو، عندما تعرض لسكتة دماغيىة عجلت بنقله إلى المستشفى العسكري في العاصمة المغربية لتلقي العلاج، وقد تم ترقية نغويما في تلك السنة برتبة رئيس مكافحة التجسس في الحرس الجمهوري، ثم تمت ترقيته بعد 6 أشهر على لترؤس الحرس الجمهوري.
ووفق العديد من التقارير، فإن نغويما منذ تلك الفترة عمل مجهودات كبيرة لتعزيز قدرات الأمن الرئاسي، بزيادة عدد الأفرد المدربين، ومنذ ذلك الحين ظل غائبا عن الأضواء قبل أن يظهر من جديد على رأس قادة الانقلاب الذين أطاحوا بعلي بونغو.
وقد تمكن قادة الانقلاب من اعتقال عدد من الشخصيات والمسؤولين المنتمين لنظام علي بونغو، حيث يواجه هؤلاء العديد من التهم، "الخيانة العظمى" و"اختلاس أموال الدولة" وغيرها من الاتهامات التي يُتوقع أن توجه إلى الرئيس علي بونغو الذي يتواجد حاليا رهن "الإقامة الجبرية" في مكان غير معلوم.